يوهانز كبلر
يمكن القول أنه لا يكاد أحد من بين الرجال- الذين أغنوا بعبقريتهم المعرفة الإنسانية وعمقوها من خلال منجزاتهم المبدعة في مجال الدقة العلمية - أن يحظى بكل هذا الحب والتعاطف الذي حظى به، على الرغم من الحقائق التي تقول إن مجال نشاطه الرئيسي لم يكن مألوفًا لدى الكثيرين، وإن نتائج مجهوداته يصعب فهمها وتقديرها.
إنه عالم الفلك الشهير يوهانز كبلر الذي يتناول هذا الكتاب جانبًا من حياته وتجربته، والذي يحاول مؤلفه (جيمس آر. فويلكل) أن يجسد لنا شخصيته وعصره، وأن يعيد أمامنا رسم الهالة التي كانت تحيط بشخصيته والتي كانت توقع الكثيرين في حبائل سحره، وكذلك نبل شخصيته الذي جلب له العديد من الأصدقاء، إلى جانب تقلبات حياته التي كانت تثير الشفقة.
إن امتزاجه بالطبيعة هو الذي جذب إليه أولئك الذين يبحثون في الكون عن أمر يتجاوز حدود ما يقدمه إلينا العلم الصارم الدقيق. فهم يحملون له الإجلال والحب، لأنهم يرونه رجلاً استثنائيًّا؛ من يدخل مجاله السحري سيظل يدور فيه للأبد.